-->
amin

آخر الأخبار

amin
amin
جاري التحميل ...
amin

أزمة التعليم في المغرب على حقيقتها

    
بقلم :أحمد أبو القاسم

                                                   
أزمة التعليم في المغرب على حقيقتها

     إن من يدرس واقع التعليم في المغرب،بجد وإخلاص، وتبصر،وعن حسن نية،لينبغي له الوقوف على الظواهرالخطيرةالتالية،وهي السبب المباشرفي هذه الأزمة المزمنة،وهذه المهزلة المتواصلة،وهذا الحطام ،من البشر، الذي تلفظه مدارسنا وجامعاتنا سنويا،بلاعلم ولا أخلاق ،ولادين ،ولاعقل،ولا وطنية،ولا اتجاه صحيح ،إلا من رحم ربك،وما أقلهم:
   
الظاهرةالأولى:
    و هي أخطرهذه الظواهر:إنعدام الثوابت،التي تؤسس عليها كل أمة تعليمها ، وبرامج قضاياها الوطنية الكبرى،وهذه الثوابت،هي الخطوط الحمراء،التي لا ينبغي لأحد،مهما كان أن يهينها، بتجاوزها،أو بالضرب عليها صفحا،أوبإهمالها بشكل من الأشكال. مثلا : هوية الأمة،ودينها،ولغتها، ووطنيتها،وسائر مقدساتها،التي بها تعتبر أمة مستقلة بهويتها ،وخصائصها ،التي تضمن لهااستمرارها بين الأمم،واستقلالها بحدودها في الكون ،فهذه المبادئ ، كلها، تلاعبت بها برامجنا التعليمية ، إلى حد إسقاط كثير من مقوماتها وأسسها، ثم استمرتهميش الباقي،بدواع عبثية،يراد بها مسخ الأمة و تضليلها.فمثلا :كم ألغت برامجمنا التعليمية من مقومات الحضارة الإسلامية ، بل من آيات قرآنية،باسم الإرهاب وباسم التسامح الديني ، وباسم التطرف ... وهذه الأوهام كلها قد أملتها الماسونية الدولية على الشعوب ، التي فقدت هويتها، ووطنيتها،وموقعها في الكون العام،وهي أوهام جد خطيرة،على مجتع يسمي نفسه مسلما، ثم يربي أبناءه،تربية تمليهاعليه الماسونية الصهيونية،والصليبية السوداء باسم الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان ،وباسم المعاهدات والمواثيق الدولية،والحريات العامة،والإنسانية الكونية ...
    الظاهرة الثانية:
    التعليم وسوق الشغل،وذلك أننا لا نتخذ التعليم في حد ذاته هدفا،وإنما الهدف الأساسي الذي ترسمه الدولة والأسرة والشعب كله،هوالخبز،لاغير،ولذلك لانريد من المدرسة ،آباء وأمهات،وحكومة،ومؤسسات...- علماء متضلعين في التخصصا ت المختلفة ، ليسهموا بعلمهم ، وبفكرهم ، وابتكارهم ، في ازدهار الأمة ، وإنما تريد من المدرسة أن تكون مصنعا لإنتاج البشر الآلي،أي عمالا تحت الطلب،ووفق سوق الشغل الموهوم، ولذلك استفحلت عندنا البطالة،والانقطاع عن الدراسة،والتقاعس عن الشغل ، وساد التكاسل والتهاون في أخذ العلم، فأصبحت الشهادة هي الهاجس الأول والأخير . و أمام أ مر هذا الواقع المر ، التجأ المتعلمون إلى وسائل الغش والتزوير،ليس من أجل النجاح،بل للحصول على أعلى نقطة،ولوأدى الأمر إلى انتزاع نقطة التفوق بالعنف،إن لم تسعف الرشوة، والمحسوبية،والتدخلات السافرة.
    الظاهرة الثالثة:
    وهي الطامة الكبرى : فرض التفوق بنقطة عالية ،للمشاركة في المباريا ت، والمدارس والمعاهد المتخصصة،وبعض الكليات،كالطب والهندسة،ولانحتاج أن نضيف هنا إغلاق أبواب الدراسات العليا،والبحث العلمي، (سلك الدكتواره)،الذي لايلجه أحد إلا بشروط إعجازية،وبمقابلات إجحافية،تتم بالزبونية والمحسوبية والرشوة،والعنصرية... ولايراد منها إلا ،الحد من عدد الباحثين إلى أقصى نهاية ممكنة.
    الظاهرة الثالثة : 

 المقرارت المدرسية والجامعية الفارغة من المحتويات العلمية، والتربو ية المطلوبة،والهادفة إلى تكوين الإنسان المتزن،عقيدة ،وسلوكا،ووطنية،وعلما،ومعرفة،ورؤية واضحاة للكون،ووعيا بوظيفة الإنسان في الحياة ،وتلك مكتسبات من أهم مقومات كل تعليم ناجح ومفيد، ويضاف إلى هذا، فرض مقررات لكل مدرسة أومؤسسة،بمعنى أن التعليم عندنا ليس وطنياولاجهويا،ولاحتى محليا، بل تكاد الوزارة تفرض مقررا لكل أسرة،وهذا منتهى المهزلة التي وصل إليها تعليمنا اليوم،وبقية المساوئ في الطريق .
    الظاهرة الرابعة:
    أن التعليم عندنا في جميع مستوياته،حقل التجارب،وكأن أبناءنا مجرد فئران في مختبرات الدول الأجنبية ، في عقر دارنا ،تجرب فيها الدول ما لا يمكن أن تتجرأ بتجربته على أبنائها،فقد جرب في المدرسةالمغربية مئات البرامج الأجنبية ،من غيرأن ينجح منها أي واحد،وآخرها،المخطط الجهنمي المسمى :"الاستعجالي"،و:"مدرسة النجاح " ،الفاشلة ، قبل انطلاقها ، ويليهما أفشل برنامج في التاريخ البشري ، المسمى : " بيداغوجية الإدماج"،الذ ي تبنيناه واحتضناه،بعد إجهاضه في د ول أجنبية ،فأنفقنا عليه الملا يير،فما لبث أن مات،قبل أن يصرخ صراخ الولادة.
    الظاهرة الخامسة :
    أن تعليمنا،منذالاستقلال، تتلاعب به الأحزاب بحسب هواها،فكل حزب تولى وزارة التعليم،يقلب النظام والخطط والبرامج والتصورات والأهداف،التي وضعهاحزب سابق،(وليس الأمة)،يقلبها رأساعلى عقب،بل يلغي مالايتفق مع مزاجه الشخصي وتوجهه... وذلك أننا ، كما قلت، ليس لتعليمنا ثوابت ، وخطوط حمراء ،يجب احترامها والالتزام بالسير وراءها،دون تجاوزها.
    الظاهرة السادسة:
    انهيار القيم الإنسانية،والأخلاق النبيلة ،في الأسرة ،والمجتمع، والشارع، فكان للمدرسة أخطرنصيب من هذا الانهيار:فلم يعد الأب أبا،ولا الأم أما،ولاالتلميذ تلميذا،ولا المعلم معلما، فكان للنقابات السياسية، ومنظمات ما يسمى بحقوق الانسان ، والهيئات الدولية، وإجحافات العولمة،ومايسمى بالحريات العامة... كان لهذ ه كلها أثر سلبي إلى أقصى الحدود، على تربيتنا المنهارة، فكيف يستقيم التعليم إذا انهارات التربية، ونسفت القيم؟؟؟. ونتيجة لانهيارالقيم البناءة،انفتحت الأفواه النتنة،وامتدت الأيدي الآثمة إلى الأساتذة المربين، رجالاونساء،في جميع أسلاك التعليم،فلاتسمع من الآباءوالأمهات والتلاميذوالطلبة، والمجتمع كله، معضدا بجميع وسائل الإعلام ،لا تسمع إلا الاعتداءات، والشتائم ، والتهكم، والاستهزاء والسخرية ، والتنكيت،وجميع أنواع الإهانات،فماذا ننتظرمن تعليمنا إذن،وحالتنا هكذا؟؟؟
    الظاهرة السابعة:
    تكليف الآباء والأمهات،في كل سنة دراسية،بشراء أطنان من الورق،تسمى المقررات ،يحملها الأبناء ،صباح مساء، فتنحتي بها ظهورهم ، أكثر مما تحترق بها جيوب أبائهم،وتكتوي بها نفوسهم ، وفي آخر كل سنة دراسية ، تنقل شاحنات الأزبال مئات الأطنان من الورق المكتوب،تسمى الدفاتر والكتب المدرسية،ويعبث  بها الريح في الشوارع والأزقة بمثل ذلك .
    الظاهرة الثامنة :
    التوقف شبه تام ،عن البنايات المدرسية الجديدة،بحيث لانجد مشاريع سوى تقسيم المؤسسات السابقة،لجعل كل مؤسسة مؤسستين أو أكثر،باسم إحداث البنايات ، ليتكدس فيهاالمتعلمون كحَب الرمان أوعلب السردين.أما الجامعات،فمكدسة بلاحدود في رقعة محددة يينما نجد رقعة أكثر من نصف المغرب لم تكتمل فيها جامعة،فتحشى قاعاتها،وجميع مدرجاتها بآلاف البشر،مثلا :من أكادير إلى الدخلة ثلاث كليات،لاغير.
    الظاهرة التاسعة:
    إقصاء المدرسين نهائيا في اتخاذالقرارات،وتهميشهم،عند وضع المقررات، وفي تأليف الكتاب المدرسي:وذلك أن جميع القرارات والمراسيم والمذكرات الوزارية ،وكذا تأليف الكتاب المدرسي، ارتجالية ومزاجية، ومواقف شخصية، ينفرد بها أصحاب الكراسي المتحركة،الآمرون الناهون في الهواتف ،الذين لاعلاقة لهم بالميدان ، ولابهذا الوطن ،وآخر من يعلم هو المدرس،حين يجبر على تطبيق، مالا ينبغي تطبيقه،أويستحيل تطبيقه،ومع ذلك فإن الجميع يحملون المدرسين مسئولية هذا الفشل الذريع ، رغم أنهم من ذلك أبرياء ، براءة الذئب من دم يوسف.
    الظاهرة العاشرة:
    ما يسمى بالتكوينات : تتظاهرالوزارة بتكوينات ، مختلفة في ميدان التربية والتعليم ، وترصد لذلك ميزانيات، فوق ما يتصور، وتحجز فنادق ضخمة وفاخرة ، ولكن لا يحضر تلك التظاهرات،من المدرسين ، إلا المحظوظون ، وحتى من يحضر من المحظوظين لايستفيدون،علما ولا مالا،وإنما يحضرون لينصتوا إلى القراء ة الحرفية للمذكرات والقرارات، والمراسيم،والمشاريع الوهمية ، و يستمتعو ن بمناظرالفنادق،ومالذ وطاب من الأطباق، وكل ذلك من التوقيع على"الفاتورات"الخيالية فينتهي الأمر إلى تبذير ميزانية،لا يقبل العقل مقدارها ، وهكذا...
    هذه هي أهم الأمراض التي نخرت جسم تعليمنا،فخر على وجهه مغشيا عليه ، وهو يُحْتَضَرُ ويصارع سكرات الموت ،ولذلك ظل راقدا في الاستعجال ، والأطباء كلهم في عطلة،ولم يخرج منه بعد،ولن يخرج منه مفيقا من غيبوبته المزمنة،لاستفحال جلطته الدماغية عن العلاج . ومن سوء حظه أن جميع الأطباء من حوله أميون في وظائفهم....

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

التوجيه المدرسي والجامعي

2016