بِخلافِ باقي الجامعات العمومية المغربيّة، لا يُسمح بولوج الباب الرئيسي لجامعة "الأخوين" بمدينة إفران إلا لطلبة الجامعة، والأساتذة، والمسؤولين الإداريين، والعاملين؛ البوّابة الرئيسية يخترقها حاجز لا يُرفع في وجه السيارات إلّا إذا تأكّد الحُرّاس المُتناوبون على حراسة البوّابة أربعاً وعشرين ساعة على أربعٍ وعشرين، من هويّة أصحابها.
الفضاءُ العامّ لجامعة "الأخويْن"، سواء من ناحية الهندسةِ المعمارية لبناياتها، أو النظام السائد بداخلها، إضافة إلى المناخ الذي يسِمُ مدينة إفران في فصل الشتاء، والذي يتميّز بتساقط الثلوج، يُشبه فضاءَ جامعة أمريكية. داخل هذا الفضاء يدْرس حواليْ 2000 طالبة وطالبٍ، يرى الكثير من المغاربة أنهم ينتمون إلى الطبقة البورجوازية.
تصوُّرٌ خاطئ
هذا التصوّر يعتبره مسؤولو جامعة "الأخوين" خاطئا، ويقولون إنّ جامعة الأخوين يدرس بها أبناء جميع الطبقات الاجتماعية في المغرب، بمن في ذلك أبناء الفقراء، "لديْنا في الجامعة طلبةٌ كُثُر، من أبناء الطبقة المتوسطة، خصوصا أبناء رجال التعليم، وحتى أبناء الطبقة الفقيرة"، يقول شريف بلفقيه، المدير التنفيذي للتواصل والتنمية والأبحاث بجامعة "الأخويْن".
ويُضيف أنّ الجامعة تقدّم مساعدات مالية للطلبة المتفوّقين، حيثُ تُخَصِّص 250 منحة سنويا للطلبة الحاصلين على أعلى المعدّلات في الباكلوريا؛ في الاتجاه ذاته، يقول طالب من مدينة وجدة، يدرس بالجامعة إنّ الاعتقاد بِكوْن جامعة "الأخوين" جامعة نخبويةً، غير صحيح، ويتابع "صحيح أنّ الجامعة يدرس بها أبناء الأغنياء، لكن يدرس بها أيضا أبناء الطبقة المتوسطة".
أمّا خديجة الإدريسي، خريجة جامعة الأخوين، فتسْرد قصّةَ طالبٍ يُدعى عمر بوم، قدِم من مدينة طاطا، وكان ينتمي إلى أسرة فقيرة، وساعدَه تفوّقه في دراسته على الاستفادة من المنحة، وكان في العطلة يعمل في حمّام عمومي، إلى أنْ أكمل دراسته وتخرّجَ بتفوّق؛ هذا الطالب صار اليوم أستاذا يدرّس في عدد من الجامعات الأمريكية المرموقة، ويعتبره مسؤولو جامعة "الأخوين" مفْخرةً للجامعة.
الفضاءُ العامّ لجامعة "الأخويْن"، سواء من ناحية الهندسةِ المعمارية لبناياتها، أو النظام السائد بداخلها، إضافة إلى المناخ الذي يسِمُ مدينة إفران في فصل الشتاء، والذي يتميّز بتساقط الثلوج، يُشبه فضاءَ جامعة أمريكية. داخل هذا الفضاء يدْرس حواليْ 2000 طالبة وطالبٍ، يرى الكثير من المغاربة أنهم ينتمون إلى الطبقة البورجوازية.
تصوُّرٌ خاطئ
هذا التصوّر يعتبره مسؤولو جامعة "الأخوين" خاطئا، ويقولون إنّ جامعة الأخوين يدرس بها أبناء جميع الطبقات الاجتماعية في المغرب، بمن في ذلك أبناء الفقراء، "لديْنا في الجامعة طلبةٌ كُثُر، من أبناء الطبقة المتوسطة، خصوصا أبناء رجال التعليم، وحتى أبناء الطبقة الفقيرة"، يقول شريف بلفقيه، المدير التنفيذي للتواصل والتنمية والأبحاث بجامعة "الأخويْن".
ويُضيف أنّ الجامعة تقدّم مساعدات مالية للطلبة المتفوّقين، حيثُ تُخَصِّص 250 منحة سنويا للطلبة الحاصلين على أعلى المعدّلات في الباكلوريا؛ في الاتجاه ذاته، يقول طالب من مدينة وجدة، يدرس بالجامعة إنّ الاعتقاد بِكوْن جامعة "الأخوين" جامعة نخبويةً، غير صحيح، ويتابع "صحيح أنّ الجامعة يدرس بها أبناء الأغنياء، لكن يدرس بها أيضا أبناء الطبقة المتوسطة".
أمّا خديجة الإدريسي، خريجة جامعة الأخوين، فتسْرد قصّةَ طالبٍ يُدعى عمر بوم، قدِم من مدينة طاطا، وكان ينتمي إلى أسرة فقيرة، وساعدَه تفوّقه في دراسته على الاستفادة من المنحة، وكان في العطلة يعمل في حمّام عمومي، إلى أنْ أكمل دراسته وتخرّجَ بتفوّق؛ هذا الطالب صار اليوم أستاذا يدرّس في عدد من الجامعات الأمريكية المرموقة، ويعتبره مسؤولو جامعة "الأخوين" مفْخرةً للجامعة.
إجراءاتٌ صارمة
في جامعة "الأخويْن"، سواء داخل الفصول أو في رحابِ الحرم الجامعي، ثمّةَ نظام صارم يمتثل له الجميع، بدون استثناء؛ هنا، لا يجرؤ أيّ طالب أو حتى أستاذ أو مسؤول على وطأ العشب الذي يكسو جنبات فضاء الجامعة، أو على رمْي عقبِ سيجارة في غير الأماكن المخصّصِ لها، أوْ إدخال المأكولات إلى المكتبة، ومنْ فعل ذلك، وضبَطه الحراس المكلفون بالمراقبة، يدفع غرامةَ خمسين درْهما.
الصرامة تمتدّ أيضا إلى ضبْط التعامل والتعايُش بين الطلبة داخل الجامعة، إذْ لا يُسمح باستعمال ألفاظ جارحة، أو عنصرية، أو الألفاظ التمييزية ضدّ النساء، ومن فعل ذلك يُعاقب، أمّا التحرّش الجنسيّ فيؤدّي إلى الطرد من الجامعة بصفة نهائية؛ تحكي إحدى الأستاذات في الجامعة، أنّ أستاذا تحرّش بإحدى الطالبات، وكان جزاؤه جرّاء ذلك التشطيب عليه من العمل، وطرْده من الجامعة.
ويرْوي شريف بلفقيه حادثة سرقةٍ وقعت داخل الجامعة قبل سنوات، عندما أقدم طالبان على سرقة حاسوب زميلٍ لهم، وبيْعه فيما بعدُ، التحرّيات التي قامت بها إدارة الجامعةِ أفضتْ إلى اكتشاف أنّ طالبيْن آخريْن كانا على علم بسرقة الحاسوب وبيْعه، وتمّت معاقبة من سرَقَ ومن سكتَ عن "الجريمة" على حدّ سواء، بالطّرد من الجامعة.
ويضيف شريف بلفقيه "عندما طردناهم جاء أولياء أمورهم يستعطفوننا لنتراجع عن قرار الطرد، ومنهم من بكا، غيرَ أنّ إدارة الجامعة حسمتْ أمرها، ولم تتراجعْ عن قرار الطرد"؛ هذه الصرامة يعتبرها بلفقيه ضرورية لتدبير مؤسسة من حجم جامعة "الأخوين"، ولديه قناعة أنّ الطالب إذا توفّر له إطار لسلوك جيّد يلتزم به.
ويتابع "لمدّة 14 سنة وأنا نائب رئيس الجامعة مكلف بشؤون الطلبة، وأستطيع أن أقول إنّ 99% من الطلبة سلوكهم جيّد، وحتى إذا حصلتْ أخطاء فغالبا ما تكون بسيطة وقابلةً للتقويم". في حدود منتصف الليل، يُغلقُ البابُ الخارجيّ للجامعة، ولا يُسْمح لأيّ طالب بالدخول؛ "نعمد إلى هذا الإجراء، لأننا نرى أنّ الطالب الذي يدرس لا يمكن أن يبقى خارج الجامعة بعد منتصف الليل"، يقول شريف بلفقيه.
إضافة إلى الصرامة في طريقة التعامل والتعايش، تنهج إدارة جامعة "الأخويْن" صرامة مشدّدة على الصعيد الأكاديمي، إذْ لا يكفي أن يتسجّل الطالب في الجامعة ليضمن بقاءه فيها إلى حينِ التخرّج، بل يلزمه أن يُساير الدروس بجدّية، وأن يكون في مستوى مفروض على جميع الطلبة، بهذا الخوص يقول بلفقيه "الطالب الذي لا يساير المستوى الدراسي يٌجبر على إعادة الدروس، وإذا لم يفعل، يتمّ فصْله من الدراسة، للأسف".